أعلن جهاز شئون البيئة، بالتنسيق مع إدارة شرطة السياحة والآثار بجنوب سيناء، فتح محمية رأس محمد مرة أخرى أمام الزائرين، بعد إغلاقها ضمن إجراءات الدولة لمنع التجمعات والحد من تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وقال أحمد الشيخ، رئيس شعبة السياحة والفنادق بجنوب سيناء، إن قرار فتح محمية رأس محمد مرة أخرى أمام الزائرين قرار مهم جدا يخدم قطاع السياحة بمدينة شرم الشيخ وذلك لأنها قبلة هامة للسائحين المحبين للطبيعة الخلابة ولأنها من المقومات السياحية المهمة على خريطة السياحة المصرية.
وتقدم الشيخ، بخالص الشكر والتقدير إلى الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، وذلك لما تبذله من مجهود حول تطوير وتهيئة جنوب سيناء بيئيا وسعيها الدؤوب حول الحفاظ على المحميات بيئيا.
كما تقدم بالشكر إلى اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، على كل ما يقوم به من مجهودات حول تقديم فرص التعاون وتوفير المساعدات إلى قطاع المحميات الطبيعية بجنوب سيناء لتظهر بالمظهر اللائق سياحيا وبيئيا ولتحتفظ بمرتبتها الاولى عالميا.
وطالب محافظ جنوب سيناء، بإعادة النظر فى رسوم الطريق المفروضة على الراكبين المتجهين لزيارة محمية رأس محمد والتى تقدر قيمتها 50 جنيه ذهاب وعودة والتى تضاف على رسوم دخول محمية رأس محمد، معربا عن تمنياته بإعفاء الزائرين من دفع هذه الرسوم، وأيضا إعفاء أبناء محافظة جنوب سيناء من دفع رسوم الطريق بين المدن وبعضها وخاصة طريق شرم الشيخ - الطور.
وتُعد محمية رأس محمد من أروع بقاع العالم الطبيعية، وسُميت بهذا الاسم لأنها تمثل رأس مثلث، تمثل سلاسل جبال جنوب سيناء بقية أضلاعه، وهى تشبه رأس رجل له لحية، ووتم اعتبار «رأس محمد» محمية فى عام 1983، وتبلغ مساحتها 480 كم2، وهي تبعد عن شرم الشيخ 12 كم، وتقع عند التقاء خليج السويس وخليج العقبة، وتمثل الحافة الشرقية لها حائطاً صخرياً مع مياه الخليج الذى توجد به الشعاب المرجانية.
كما توجد قناة المانجروف التى تفصل بين شبه جزيرة رأس محمد وجزيرة البعيرة بطول حوالى 250 م، وهى من مناطق الزلزال العظيم الذي هز مصر منذ مئات الملايين من السنين حيث شقت قناة صخرية يطلق عليها ( قناة المانجروف )، وهي حقا قطعة من الفردوس تحيط بها أشجار المانجروف النادرة والتي لا توجد إلا فى أربع مناطق فى العالم منها مصر، وهو نوع غريب من الأشجار يمتص الملح من المياه، ويظهر الملح على أوراقه الخضراء، حيث يمكن رؤيته وتحسسه عليها، ويحظر على الزائرين السباحة فيها محافظة عليها ولكن يسمح بالتقاط الصور.
وتتميز منطقة رأس محمد بالشواطئ المرجانية الموجودة فى أعماق المحيط المائى لرأس محمد، والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة، وتحيط الشعاب المرجانية برأس محمد من كافه جوانبها البحرية كما تشكل تكوينا فريدا له الأثر الكبير فى تشكيل الحياة الطبيعية بالمنطقة، كما شكلت الانهيارات الأرضية " الزلازل " الكهوف المائية أسفل الجزيرة، والمحمية موطن للعديد من الطيور والحيوانات الهامة مثل:
الوعل النوبى بالمناطق الجبلية وأنواع الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات والتى لا تظهر إلا ليلا، وتتميز بتنوع بيولوجي نادر، فإلى جانب الطيور والنباتات فهي موطن الثدييات مثل: الثعالب، والضباع ،والأرانب الجبلية، والغزلان، والماعز الجبلي، كما توجد بها حفريات تتراوح أعمارها بين 75 ألف سنة و20 مليون سنة.
بوابة المحمية الطبيعية يطلق عليها بوابة «الله»، وهى بوابة صممها أحد المهندسين المصريين عقب حرب أكتوبر من مجموعة أحجار إسمنتية عملاقة تشبه الأحجار الجرانيتية بشكل لا يصدق، وقد اكتشف المهندس بعدها بأنها تشبه اسم لفظ الجلالة، ويحرص كل من يزور المحمية على التقاط الصور لها.
وتزين شاطئ السويس الأصداف والقواقع، وهو مرتع تخرج إليه العديد من الكائنات البحرية كالسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة، كسرطانات البحر التي تخرج من كهوفها الصدفية لتتجول فى رشاقة وحذر، وأنواعا من الرخويات وقنافذ البحر والقشريات، وحوالي 200 نوع من الشعاب المرجانية، وهذا جانب من الحياة البحرية فى محمية رأس محمد.
ومن أكثر المحطات إثارة بمحمية رأس محمد «البحيرة المسحورة» وهي بحيرة تتدرج ألوان مياهها لتجمع شتى ألوان المياه، ويقول البعض من عشاق رأس محمد، إن هذه البحيرة تغير من لونها حيث يتغير لون المياه حوالى سبع مرات يوميا، بينما أطلق عليها البدو بحيرة التمني، فقد عهد البدو فى الماضي أن يسبحوا فيها ويقوموا بإلقاء بعض الأحجار متمنين بعض الأمنيات، وهو ما يفعله السياح عند زيارتهم لها، حيث يقومون بالسباحة والاستمتاع بالمياه والرمال الملونة، كما يقوم البعض بتلوين وجهه بنثرات من هذه الرمال.
كما أن بها أجمل مناطق الغطس فى العالم، التي تمتلئ بالكهوف البحرية تتدفق منها أسراب الأسماك بمختلف الأحجام والألوان والكائنات البحرية النادرة، وفي الأعماق ستشعر بأنك حقا في حديقة غناء تغمرها المياه، وستندهش لمنظر الرمال في الأعماق المغطاة بما يشبه الزهور ، تحوم حولها أسماك تشبه الفراشات الملونة يطلق عليهاbutterfly fish ، وستقابل أيضا كائنات رقيقة هلامية بألوان متعددة كالروز والبنفسجي والأبيض والأصفر، وستجد حفريات بحرية مرت عليها ملايين السنين.
كما ستبهرك روعة ألوان الشعاب المرجانية وتعددها ومنها المورقة بالنباتات البحرية، كما ستشاهد الشعاب النارية أو Fire corals، وسميت كذلك لأنها تفرز مواد حارقة للجلد لمن يلمسها فقط، لذا يحذرك منها المرشدون، كما ستشاهد الشعاب الملونة المتحركة وكأنك تسبح في لوحة تشكيلية بديعة.