في تذكار نياحته..تعرف على قديس الكنيسة القبطية "الأنبا كاراس السائح"

في تذكار نياحته..تعرف على قديس الكنيسة القبطية "الأنبا كاراس السائح"

تحتفل الكنيسة القبطية، اليوم، بعيد نياحة "وفاة" القديس العظيم، الأنبا كاراس السائح، والذي يعد أحد أقطاب الرموز المسيحية الكبرى لدى الكنيسة والأقباط كافة.

 

وعرفت سيرة أنبا كاراس من خلال مخطوط بدير السيدة العذراء "براموس" بوادي النطرون، وكتبها القديس الأنبا بموا كاهن وخادم مذبح كنيسة الأنبا مقاريوس بجبل برية شيهيت.

 

ولد القديس الأنبا كاراس السائح، في النصف الأول من القرن الخامس، وعاش حتى أوائل القرن السادس، وكان شقيقا للملك ثيئودسيوس و مملوء بالمعرفة الروحية والنعمة منذ صباه، فيما يفسر اسم "كاراس" بمعنى السيد أو السلطان وينطق فى اللغة القبطية "كاروس"، وذلك وفقا لما ذكر فى المخطوط الكنسي.

 

مال الشاب كاراس إلى حياة القداسة وعرف جيدا فساد العالم وسرعة زواله. وتأمل فى ضرورة فناء العالم و خلود الروح فقد قرر أن يترك المدينة الصاخبة ،وأرشد إلى البرية الغربية الداخلية بمصر، وهناك قضى أبينا القديس الأنبا كاراس سبعة و خمسون سنة وحيدًا، لم يبصر خلالها وجة انسان ولا حيوانًا، فيما تشير الأبحاث القبطية أن المنطقة التى قطن بها القديس هي بين برية القلمون و وادي الريان، فيما لم يتثنى حتى اليوم التأكد من صحة هذة المعلومة.

 

تميز القديس الأنبا كاراس بحفظه للمزامير جيدًا، وذكر من خلال المخطوط، أنه عند نياحته سأله السيد المسيح عن طلبة يصنعها له قبل انتقاله، فقال "يا أبي لقد كنت أتلو المزامير ليلاً ونهاراً وتمنيت أن أنظر داوود النبي وأنا في الجسد وفي لمح البصر جاء داوود وهو يسمك بيده قيثارته وينشد مزموره هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونبتهج به، فقال الأنبا كاراس أنني أريد أن أسمع العشرة في دفعة واحدة والألحان والنغمات معاً فحرك داوود قيثارته وقال كريم أمام الرب موت أحباؤه وبينما داوود يترنم بالمزامير وقيثارته وصوته الجميل وبينما القديس في ابتهاج عظيم إذا بنفس القديس تخرج من جسده المقدس إلى حضن مخلصنا الصالح  الذي أخذها وقدمها وأعطاها لميخائيل رئيس الملائكة".

 

فيما ذكر المخطوط وعود السيد المسيح له قبل انتقال نفسه "أما أنت يا حبيبي كاراس فكل إنسان يعرف سيرتك ويذكر أسمك على الأرض فيكون معه سلامي وأحسبه مع مجمع الشهداء والقديسين وكل إنسان يقدم خمراً أو قرباناً أو بخوراً أو زيتاً أو شمعاً تذكار لأسمك أنا أعوضه أضعافاً في ملكوت السموات وكل من يُشبع جائعاً أو يُسقي عطشاناً أو يكسي عرياناً أو يأوي غريباً بأسمك أنا أعوضه أضعافاً في ملكوتي ومن يكتب سيرتك المقدسة أكتب أسمه في سفر الحياة وكل من يعمل رحمة في يوم تذكارك أعطيه ما لم تراه عين وما لم تسمع به أذن وما لم يخطر على قلب بشر ".

 

واختتم أنبا بموا من خلال المخطوط "وبقيت أنا وحدي واقفاً في هذا الموضع حتى غاب عني هذا المنظر الجميل ثم أغلقت عيني من شدة النور والمنظر الجميل وعندما فتحت عيني وجدت نفسي أمام مغارة الأنبا أبامود القلاع فأقمت عنده ثلاثة أيام ثم تركته وذهبت إلى الأنبا سمعان القلاع ومكثت معه ثلاثة أيام آخرى ثم تركته ورجعت إلى جبل شهيت حيث كنيستي وهناك قابلت الأخوة كلهم وقلت لهم سيرة القديس الطوباوي الأنبا كاراس السائح العظيم وكلام قديسنا عن نياحة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين وبعد خمسة أيام جاءت إلينا رسالة من صعيد مصر تقول أن القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين تنيح بسلام في نفس اليوم الذي رآه الأنبا كاراس."