يستمر في قصف غزة لحماية مستقبله السياسي.. محللون يفسرون تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي

يستمر في قصف غزة لحماية مستقبله السياسي.. محللون يفسرون تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي

 

يتصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عناوين المقالات والتقارير التحليلية في الصحف العالمية، بعد تصريحاته المتطرفة الأخيرة، عن اتفاقية أوسلو وعن استغراق عدوانه العسكري على قطاع غزة لشهور قادمة، كما أعلن أنه لن يتوقف عن تحقيق أهدافه، المتمثلة في القضاء على حركة المقاومة الفلسطينية "حماس".

 

وفي أحدث التقارير التي نشرها الصحفيان المتخصصان في الأمن القومي والسياسات الدولية، آنا شيكتر، ودان دي لوس، قالا: "أمضى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسابيع القليلة الماضية في المناورة للحفاظ على السلطة وتعزيز الدعم الشعبي وسط هجمات من المنافسين السياسيين، وضغوط من إدارة بايدن، وانتقادات دولية متزايدة"، و"في محاولة واضحة للتلاعب بقاعدته اليمينية، انفصل نتنياهو علناً هذا الأسبوع عن الرئيس جو بايدن ورفض أي حديث عن حل الدولتين"، بحسب إن بي سي نيوز.

 

ووصف نتنياهو اتفاق أوسلو للسلام، الذي أنشأ السلطة الفلسطينية في عام 1994 ومنحها سلطة حكم الضفة الغربية، بأنه "خطأ" لا ينبغي تكراره، ورأى لوس وشيكتر أن هذا البيان بمثابة "توبيخ صريح لبايدن" الذي دعا إلى تشكيل سلطة فلسطينية "متجددة" لحكم غزة.

 

- نتنياهو يريد البقاء في السلطة بأي ثمن

 

تأتي خطوة نتنياهو في أعقاب نمط طويل الأمد من قيامه بالإدلاء بتصريحات متشددة لتحقيق مكاسب سياسية خاصة به، وفقًا لمسئولين إسرائيليين حاليين وسابقين، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، في تقرير إن بي سي نيوز، تصدى نتنياهو، رئيس الوزراء الأطول خدمة في إسرائيل، مراراً وتكراراً لمحاولات إزاحته في السنوات الأخيرة، خلال عقد تحالفات مع الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة.

 

وقال مسئولون أمريكيون وإسرائيليون، إنهم يخشون أن يكون نتنياهو قد تبنى بعض المواقف في الحرب ضد حماس لإطالة أمد بقائه السياسي، وبذلك يستمر في قصف غزة.

 

وأوضحوا أنه نظراً لموقفه السياسي الضعيف والتوقعات واسعة النطاق بأنه يمكن تهميشه بمجرد انتهاء قصف غزة، فإن نتنياهو لديه دافع قوي لإطالة أمد الاعتداء العسكري، وقال أحد المشرعين الأمريكيين، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لشبكة NBC News: "نتنياهو لديه كل الحوافز لمواصلة الحرب، لضمان بقائه السياسي".

 

كما صرح مسئول إسرائيلي حالي، بأن نتنياهو يتحول نحو اليمين المتطرف مع اقتراب التكلفة السياسية المحلية لفشل حكومته في منع معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر.

 

وتزايدت الأصوات التي تطالبه بالرحيل، على سبيل المثال قال يائير لابيد في القناة 12 الإسرائيلية: "على نتنياهو أن يرحل الآن أثناء القتال"، "البلاد تسير إلى مكان سيئ."

 

ويرى بعض المحللين، أن تحول نتنياهو نحو اليمين أمر منطقي بالنسبة لسياسي يسعى إلى تعزيز الدعم المحلي قبل القلق بشأن الرأي العام العالمي، وأشاروا أيضًا إلى أن بعض مواقف نتنياهو ليست خارجة عن القاعدة السياسية في إسرائيل بعد 7 أكتوبر.

 

وتوقع مايكل سينغ، المدير السابق لشئون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي التابع لإدارة أوباما، أن يستغرق الأمر بعض الوقت لكي يحدث إعادة اصطفاف في السياسة الإسرائيلية، ومن غير المعروف ما إذا كان ذلك ينطوي على توحد قادة المعارضة والرأي العام ضد نتنياهو، أو تكرار السياسات الممزقة التي استخدمها للبقاء في منصبه في الماضي.